من أنا

الجمعة، 19 أغسطس 2011



نزار قباني ... وأنا
................................


نزار قباني

إني خيرتُكِ فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري..
أو فوقَ دفاترِ أشعاري..
إختاري الحبَّ.. أو اللاحبَّ
فجُبنٌ ألا تختاري..
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنارِ..
إرمي أوراقكِ كاملةً..
وسأرضى عن أيِّ قرارِ..
قولي. إنفعلي. إنفجري
لا تقفي مثلَ المسمارِ..
لا يمكنُ أن أبقى أبداً
كالقشّةِ تحتَ الأمطارِ
إختاري قدراً بين اثنينِ
وما أعنفَها أقداري..
مُرهقةٌ أنتِ.. وخائفةٌ
وطويلٌ جداً.. مشواري
غوصي في البحرِ.. أو ابتعدي
لا بحرٌ من غيرِ دوارِ..
الحبُّ مواجهةٌ كبرى
إبحارٌ ضدَّ التيارِ
صَلبٌ.. وعذابٌ.. ودموعٌ
ورحيلٌ بينَ الأقمارِ..
يقتُلني جبنُكِ يا امرأةً
تتسلى من خلفِ ستارِ..
إني لا أؤمنُ في حبٍّ..
لا يحملُ نزقَ الثوارِ..
لا يكسرُ كلَّ الأسوارِ
لا يضربُ مثلَ الإعصارِ..
آهٍ.. لو حبُّكِ يبلعُني
يقلعُني.. مثلَ الإعصارِ..
إنّي خيرتك.. فاختاري
ما بينَ الموتِ على صدري
أو فوقَ دفاترِ أشعاري
لا توجدُ منطقةٌ وسطى
ما بينَ الجنّةِ والنّارِ..
.........................

أنا


خيرني مرة أخرى
إمحي أولى أخباري
أختار قلبي صامدا
وأنتظر منك الإصرار
أختارك بعد إلإبحار
...أبحر بعيوني دهرا
إمشيني أطول مشوار
لا تنعتني بالمسمار
مثلك أخشى الأمطار
لكن قواي خارقة
أقوى من أي إعصار
إني أحترق شوقا
ويمنعني عشق الأحرار
يحيني جبني يا رجل يهوى منطقة الأسحار
يقتلني خوفا ان أبقى خارج جران الأسوار
دوار البحر يحيرني يرفض عصياني وأسراري
وأنا بالفطرة رافضةُ بشموخِ تعلو أسواري
تحميني وتحمي تكويني من سحر الحب الجبار
أيا رجل تهويك اللعبة أن تكسر جمود المشوار
أخاف جنون الحب الصاعق يلقي بسوار حديدي
...يلف يدي يقيدني يحرمني إبداع قراري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق